- نص الفصل العاشر من قصة طموح جارية - "أحلام الأشرار"
- دخل الحاجب على الملك نجم الدين وهو في مخدعه بقلعة دمشق، قد برحت به العلة وألزمته الفراش، واستأذن لتاجر كبير من تجار جزيرة صقلة، أبى أن يصرح بما جاء من أجله، ولم يرض إلا بمقابلة الملك نفسه، والإفضاء إليه بما يريد.
- وماذا يحمل هذا التاجر من البضائع ؟
- لا شيء يا مولاي، سوى رسالة من ملك تلك البلاد!
- وما شأن التجار والرسائل الملكية؟!
- لعله يحمل توصية لمولاي في صفقة يريد أن يعقدها معنا!
فعقبت شجر الدر قائلة: «ولعله جاء في أمر خطير غير التجارة، فقد يكون كبيرا من رجال ذلك الملك، أتى في زي التجار ليحكم التخفي، ويكون بعيدا عن مواطن الشبهات»
- قال الملك وقد ارتاحت نفسه لهذا الرأي: «إذن يكون قد جاء لأمر مهم نافع، فليس بيننا وبين ملك صقلية غير المودة والعلاقات الطيبة، وهم يحترمون المعاهدة المعقودة بيننا وبينهم كما نحترمها نحن. أدخلوه». فلما مثل هذا المبعوث الصقلي بين يديه وحياه، قدم إليه الرسالة، ووقف ينتظر، ونجم الدين يقرأ في عجب:
حملة فرنسية ضخمة متجهة إلى مصر، اشترك فيها الكثير من الفرنج الطامعين في بلادكم، مزودة بالسلاح والرجال والعتاد، يقودها لويس التاسع ملك فرنسا بنفسه، ومعه زوجته الملكة مرجريت، واثنان من إخوته: «روبرت ارتوا» و«شارل» كونت آنجوا، واثنان من أبناء عمومته، وكثير ممن اشتركوا في الحملات الفرنجية السابقة، جاءوا يغسلون العار الذي لحقهم من جراء هزائمهم المتكررة في الحروب التي شنوها عليكم، وما لا يحصى من المتطوعين والطامعين من أنحاء أوربا.
فجعل الملك نجم الدين يتململ في فراشه والغضب يهزه، وهمّ بالجلوس فأسندته شجر الدر، وأعاد النظر في الرسالة، ومضى يقرأ في عجب:
«لعب الشيطان برأس لويس، وخيل إليه أنه قادر على تحقيق ما أخفق فيه سواه، وهو يتحدث بغرور عن غزو مصر، بعدما كان الاتجاه إلى بيت المقدس لتخليصه من أيديكم، فقد أجمع من معه على أن مصر أحق بالغزو، فهي بموقعها تحمى ظهر العرب ضد الفرنج بفلسطين والشام، وتغذى بمواردها الهائلة جيوش العرب بالرجال والمال، وحدد بعضهم الاتجاه إلى دمياط بالذات، ليضربوا العرب فيها، وينتقموا من طردهم منها من قبل، وهى مع كل ذلك ورقة رابحة، يمكن استخدامها في المساومة عليها بمدينة القدس، إذا عرض السلطان الصلح، كما عرضه الكامل من قبل، فوق أن الاستيلاء عليها يمد البيوت التجارية الأوربية الكبيرة بمساعدة الحملة على النصر؛ لأن لعاب تلك البيوت يسيل عليها.
لويس موقن من أنه إذا فتح مصر، فقد تمكن من مفتاح الشرق كله، فيسهل عليه بعدها فتح القدس، وانتزاع ما بقي من بلاد الشام.
أبحرت الحملة أيها الملك، وقد أحببت أن أخطركم بها، لتأخذوا حذركم، ونحن معا على الوفاق واحترام العهد، فقد تعب لويس معي في نقض اتفاقي معكم والانضمام إليه، ولجأ بعدما استنفد وسائل الخداع إلى التهديد ولكن هيهات!
- سلامي واحترامي للسلطان العظيم».
فاض الغضب بنجم الدين وأخذ يهدد الفرنج ويتوعدهم، وشجر الدر شديدة الألم، خوفا من أن يجتمع الغضب عليه مع العلة، فيزيده مرضا، لكنه هدأ شيئا، والتفت إلى الرسول، وحمله جزيل الشكر لملكه الشجاع الأمين الوفي، وأمر له بجائزة كبيرة، وخلعة غالية، وبعث معه برسالة تقدير للملك، ثم أمر بأن يطير الحمام توا بالخبر إلى مصر، وأن ينادى في الجنود بالرحيل من الغد إلى دمياط، فخرج الرسول، وبقي هو وشجر الدر يتناجيان:
قالت في إشفاق وعطف: «كيف يسير مولاي والطريق طويل، وهو في أعقاب علة شفاه الله منها؟!». فابتسم وقال: «بوركت يا شجر الدر! لم تسألي عن البقاء أو النهوض، بل سألت عن الوسيلة التي أسير بها! ولن يعوقني الداء مهما عظم!
ولماذا خلق نجم الدين؟! خلق للجهاد في سبيل الله، أعز أمانيه أن يموت شهيدا بين الأسنة، فطعم الموت بينها أحلى من طعمه في الفراش، ولو كان لي جناح لطرت إلى مصر، وسوف نصل قبلهم بإذن الله، يريدون -اعداء الله- ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره -رغما عنهم- ولو كره الكافرون . وقد قررت يا شجر الدر أن أحمل في محفة. لا تخافي ولا تعجبي، فسوف تكون سريرا ناعما، لا أحس فيه بتعب ولا مشقة، فالإيمان القوى يذلل الصعاب ويحيل القتاد حريرا، ويجعل الملح الأجاج عذبا سلسبيلا.
لا بد أن أشهد المعركة على رأس جيشي، أدفعه بروحي وعزمي، فروح الجيش من روح قائده!
سأعيش يا شجر الدر حتى أشهد النصر العظيم، وأرى سيفي وهو يجز عنق لويس المغرور، وألقن الفرنج الدرس الأخير، ولن يحرمني ربي من ذلك المنظر البهيج».
فتهلل وجه شجر الدر، ولمحه نجم الدين فقال باسما: «كنت خائفة أن يتخلف نجم الدين حتى يبرأ، نجم الدين ولد على صهوة جواد، وسيموت حيث ولد!
لا تخافي فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين».
ولم يشرق الصباح حتى كان نجم الدين في محفة على الأكتاف، يطوى الطريق مسرعا مع الجيش المشمر، حتى بلغ مصر، فاتجه إلى أشموم طناح، ليكون قريبا من دمياط، ومن هناك يدير المعركة ضد العدوان.
ملخص الفصل العاشر "أحلام الأشرار" في نقاط:
- الرسالة الخطيرة:
- استقبل نجم الدين وهو مريض في قلعة دمشق تاجراً من صقلية يحمل رسالة سرية
- كشفت الرسالة عن تحضيرات لحملة فرنجية ضخمة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا
- تفاصيل الحملة:
- الحملة مزودة بأحدث الأسلحة والعتاد الحربي
- يشارك فيها أفراد العائلة المالكة الفرنسية وكبار القادة
- هدفهم الرئيسي احتلال مصر لاستخدامها كقاعدة لاحتلال الشرق
- رد فعل نجم الدين:
- غضب غضباً شديداً رغم مرضه
- أمر بإرسال التحذير فوراً إلى مصر عبر الحمام الزاجل
- قرر التحرك فوراً إلى مصر رغم مرضه
- إصرار نجم الدين:
- أصر على قيادة الجيش بنفسه رغم تحذيرات شجر الدر
- أعد محفة خاصة لنقله بسبب مرضه
- عبّر عن استعداده للشهادة في سبيل الدفاع عن الأمة
- التحركات العسكرية:
- تحرك الجيش بسرعة فائقة إلى مصر
- اتجه نجم الدين إلى أشموم طناح قرب دمياط
- بدأ الإعداد لمواجهة الحملة الصليبية
لا تنسى أن تضغط على السؤال لتظهر الإجابة النموذجية
أسئلة الفصل العاشر "أحلام الأشرار"
س1: ما الحالة الصحية لنجم الدين عند وصول الرسالة؟ (مهم)
- كان مريضًا ملازمًا للفراش في قلعة دمشق، وقد برحت به العلة.
س2: من الذي حمل الرسالة إلى نجم الدين؟ ولماذا كان وصوله مفاجئًا؟
- حملها تاجر من جزيرة صقلية، وكان مفاجئًا لأنه أبى أن يصرح بالسبب الحقيقي لزيارته وأصر على مقابلة الملك شخصيًا.
س3: ما محتوى الرسالة التي تلقاها نجم الدين؟
- كشفت عن حملة فرنسية ضخمة بقيادة لويس التاسع متجهة إلى مصر، مزودة بأحدث الأسلحة والعتاد.
س4: من هم قادة الحملة الفرنسية كما ورد في الرسالة؟
- لويس التاسع ملك فرنسا، زوجته مرجريت، أخواه روبرت وشارل، وعدد من أبناء عمومته وقادة سابقين.
س5: ما الأسباب التي جعلت الفرنسيين يختارون مصر هدفًا رئيسيًا؟ (مهم)
- موقعها الاستراتيجي، مواردها البشرية والمادية، والرغبة في الانتقام لطردهم من دمياط سابقًا.
س6: كيف كان رد فعل نجم الدين على خبر الحملة؟
- غضب غضبًا شديدًا رغم مرضه، وهم بالجلوس من فراش المرض بسبب الصدمة.
س7: ما الإجراءات الفورية التي اتخذها نجم الدين؟
- أرسل إنذارًا بالحمام الزاجل إلى مصر، وأمر الجنود بالاستعداد للرحيل إلى دمياط.
س8: كيف برزت حكمة شجر الدر في هذا الموقف؟
- شكت في هوية التاجر منذ البداية، وأبدت قلقها على صحة نجم الدين من شدة غضبه.
س9: ما الدليل على شجاعة نجم الدين في هذا الفصل؟
- إصراره على قيادة الجيش رغم مرضه الشديد، قائلاً: "خلقت للجهاد وطعم الموت بين الأسنة أحلى".
س10: كيف حاول نجم الدين طمأنة شجر الدر؟
- أخبرها أنه سيحمل في محفة مريحة، وأن الإيمان القوي يذلل الصعاب.
لا تنسى الضغط على السؤال لرؤية الإجابة
مالصفات التي تمتاز بها نجم الدين
ردحذفجزاك الله خيراً
ردحذفشكرا 🌹
ردحذفةةغ
ردحذفشكرا ❤️
ردحذفشكرا 😍
ردحذفما سبب توجه الفرنج إلى دمياط تحديدا
ردحذفما سر اتجاه الحمله اولا الي دمياط
ردحذفبم أمر نجم الدين لرسول ملك صقليه وبما رد عليه
ردحذفمااثر احتلال لويس بدمياط على بيوت المال الاوربيه
ردحذفكان علي نجم الدين أن يسهم المعركة فلماذا
ردحذف