الفصل الأول ( دعاء ) طموح جارية الصف الثالث الاعدادي
الفصل الأول هو بعنوان " دعاء"
ارتقى المؤذن درجات المئذنة العالية (مئذنة المسجد) ، ثم
خرج إلى شرفتها المستديرة ، وأخذ يشق بصوته الرخيم (الجميل) سكون الليل ، قبيل
الفجر يتوسل إلى الله ويدعوه أن يفرج الكرب ، ويدفع البلاء ، ويرد (يدفع) عن أمة
العرب ما يحيق بها من بلاء الفرنج ، وشرور التتار . وقد جلس المصلون في المسجد
خاشعين لله ، متجهين إلى القبلة ، يؤمِّنون على دعائه ، كما يسألون ربهم المجيب أن
يلهم العرب الصواب ، وينبههم إلى ما يحيط بهم من الأخطار ، وأن يعودوا إلى وحدتهم
ليتمكنوا من تطهير أرضهم من الفرنج الذين دنسوها ، وما فعلوا ذلك إلا حين رأوا ضعف
العرب بسبب نزاع أمرائهم على الْمُلك ، وتطاحنهم على السلطان.
وفي شرفة القصر الكبير القريب من المسجد ، وقفت فتاة في
مقتبل الشباب ونضرته ، تستمع إلى صوت المؤذن ، رافعةً كفيها إلى السماء ، تتوسل
إلى الله وترجوه أن يجيب دعاء المؤمنين ، وأن ينتقم من الطغاة الظالمين ، ثم أخذت
تناجي ربَّها وتقول : " حكمت عليَّ يا رب أن أكون جاريةً تباع وتشترى، بعد أن
مزق التتار شمل قومي، وقوضوا ملكهم ، وأزالوا سلطانَهم، ثم أدركَتْنِي رحمتك ، حين
اشتراني رجل كريم أحبني و وثق بِي هو الأمير الصالح نجم الدين أيوب بن الملك
الكامل – حاكم مصر – وأعطيتني حريتي ، حين رزقتني منه بابني خليل ؛ فأصبحت بذلك من
الحرائر ، وتخلصت من الرق . فيا رب احفظ ابني وسلِّمه لي ، وساعد زوجي ( الصالح
نجم الدين أيوب ) على أن يعود إلى مصر سلطانًا عليها . ولَمّا فرغ المؤذن من توسلاته ، وانتهى من أذانه ،
دخلَتْ القصر ، وقامت إلى صلاتِها ، فأدتْها ثم جلست على أريكتها ، وأطلقت العِنان
لخيالِها ، وحدثت نفسها عن مصر وقالت : وهل ينسى أحد مصر ؟! ما دخلها أحد وأحب أن
يفارقها ، وما غاب عنها إنسان وزايله خيالُها . ومن ذا الذي لا يشتاق إلى النيل ،
وهو يختال بين شاطئيه ، كأنه شعاع من لؤلؤ على بساط من سندس ، ومن ذا الذي لا يحب
شعب مصر فهو شعب لطيف ودود ، حليم كريم . إن من يحكم مصر يستطيع أن يفعل الكثير؛
فمصر قوة هائلة بشعبها وجيشها ، يخشى العدو بأسها ، وبجيشها وجيش الشام نستطيع أن
نصد خطر الفرنج ، وأن نهزم التتار . ولكن كيف السبيل إلى حكم مصر ، إن دون ذلك عقبات كثيرة ،
وأكبر عقبة تتمثل في سوداء بنت الفقيه زوجة السلطان الكامل حاكم مصر والشام ، لقد
استطاعت أن تجعله يخلع ابنه الصالح نجم الدين أيوب من ولاية العهد ، وأن يولي
مكانه ابنها سيف الدين ، وهو أصغر من زوجي وأقلُّ منه كفاءةً . ولم تكتفِ بإقصاء
زوجي عن ولاية العهد ، بل دفعت أباه السلطان الكامل أن يقصيه عن مصر ، حيث جعله
أميرًا على الثغور في الشام في مواجهة الأعداء ؛ ليخلو الجو لَها ، ولابنها سيف
الدين . وكيف السبيل إلى حكم مصر ؟ وهناك عقبات أخر تتمثل في
التتار الذين يسرعون إلينا في ضراوة ؛ ليكتسحوا البلاد كما اكتسحوا غيرها ، وفي
الروم الذين لا تَهدأ جيوشهم ، وفي أمراء بني أيوب ، وهم متنازعون متباغضون ، يعمل
كلٌ منهم لنفسه ، غافلًا عما حوله ، ناسيًا ما يحيط به من الوحوش الضارية ، لا
يعرف أن الذئب يأكل من الغنم القاصية. العقبات كثيرة ، ولكنَّ الأملَ غالٍ ، يستحق
أن نعمل لتحقيقه ، وأن نضحي في سبيله . استغرقتها هذه الفِكَر ، ولم تشعر إلاّ وقد أشرقت الشمس
، وغمر ضوؤها المكان ، ودبت الحركة فيه ، ثم سمعت صوتًا يناديها في اهتمام قائلًا
: مولاي الأمير في انتظارك يا سيدتي ! ؛ فهبَّت واقفةً ، ثم سارت متهاديةً ،
باسمةَ الثغرِ ، مشرقةَ المُحَيّا إلى حيث الأمير الذي صاح بِها فرحًا يحييها تحية
الصباح : أصبحت بخير يا شجر الدر ، بل أحلى من شجر الدر ، بل أحلى من الدر كله .
ثم جلسا يتناجيان ، وحدَّثَتْه عما دار في خاطرها منذ أدت صلاة الفجر، وعن أملها
في حكم مصر، وعن العقبات التي تحول دون ذلك؛ فقال لَها : لقد نسيت عقبة مهمة . - ما هي ؟ - يعوزنا جيش قوي ،
نواجه به الأعداء ، ونحقق به الآمال . - هذا أمر سهل ويسير . أنسيت قومي من الخوارزمية الذين
كانوا أتباع السلطان جلال الدين الخوارزمي ، وهم محاربون أقوياء ، وسوف أعمل على
توثيق علاقتك بهم ، وسوف يكونون عونًا لكَ وقت الحاجة . - شكرًا لكِ يا شجر الدر ؛ فأنت خير عون لي في هذه الحياة .
ملخص الفصل الأول "دعاء" من قصة "طموح جارية" في نقاط:
المشهد الافتتاحي:
صعود المؤذن إلى مئذنة المسجد وأذانه قبل الفجر.
دعاؤه لله بأن يرفع البلاء عن العرب ويحميهم من أخطار الفرنج والتتار.
المصلون في المسجد يؤمنون على دعائه ويسألون الله أن يوحد صفوف العرب.
شخصية شجر الدر:
فتاة شابة تقف في شرفة القصر تستمع لدعاء المؤذن.
تدعو الله أن يستجيب لدعاء المؤمنين وينتقم من الظالمين.
تحكي ماضيها كجارية بعد أن دمر التتار بلادها، ثم تحررت بعد زواجها من الأمير نجم الدين أيوب (ابن السلطان الكامل).
تتمنى أن يعود زوجها سلطانًا لمصر ويحفظ الله ابنها خليل.
حبكة الصراع السياسي:
سوداء بنت الفقيه (زوجة السلطان الكامل) تدفعه لإبعاد نجم الدين أيوب عن ولاية العهد وتعيين ابنها سيف الدين بدلاً منه.
نفي نجم الدين إلى الشام لقيادة الثغور في مواجهة الأعداء.
شجر الدر تتأمل العقبات التي تحول دون حكم زوجها لمصر، مثل:
الخلافات بين أمراء بني أيوب.
خطر التتار والروم (الفرنج).
الأمل والحلول:
شجر الدر تؤمن بقوة مصر وشعبها وجيشها.
تذكر أن الخوارزمية (جنود السلطان جلال الدين) يمكن أن يكونوا حلفاء أقوياء.
نجم الدين أيوب يشكرها على دعمها ويؤكد أن الجيش القوي هو مفتاح النجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مشكور جدا لك ....عادة ما يتم التواصل والرد خلال 48 ساعة